للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشاهد الرعب والموت في عبارة السلام (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..

عباد الله المسافة بين الموت والحياة قصيرة جدًا، والخيط رفيع بين الأحياء والأموات .. ومع اكتمال الصحة وتوفر القوة فقد يسترخي المرء للموت رغم أنفه .. وقد ينهك المرض أو الهرم جسد الإنسان ويعمر ما شاء الله له أن يعمر من السنين ..

إنه الموت غائب حاضر، بعيد قريب، أجل محتوم وأنفاس معدودة {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}.

ويحك يا ابن آدم تفجر وتفسق وتطغى وتتجبر .. وقد يكون الموت منك قاب قوسين أو أدنى، وما من الموت مفر ولا مهرب .. تعجز الأموال أن تدفع الموت .. ويقف الملك والسلطان ضعفاء أمام قدر الله وقوته وأجاله وسلطانه ..

وقد يكون الموت راحة من عناء .. وفرجًا من شدة .. ونقلة من حال إلى حال كما يكون الموت شهادة ورفعة، فليس الشأن بالموت- رغم ما فيه من أهوال ومصائب- ولكن الشأن الأعظم فيما بعد الموت، فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ.

أيها المسلمون آلمني وآلم غيري من المسلمين حادث غرق السفينة المسماة بالسلام ٩٨.


(١) ألقيت هذه الخطبة في ١٨/ ١/ ١٤٢٧ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>