للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفلا يكون كل منا عونًا لأخيه في مجاهدة النفس، وتجنب ما لا يليق، والتزام حدود الأدب مع الخلق والخالق، في الخلوة والجلوة، وفي الغيبة والشهادة، فقد جاء في الحديث: «إن الله عز وجل حليم، حيي، ستير، يحب الحياء والستر .. » (١) وربما كان لاقتران الحياء والستر فيما يحب الله، إشارة إلى أنه حيث وجد الحياء، وجد الستر والعفاف، وحيث تحل الجرأة على القبائح، يحل معها التكشف والفضائح، إن عيوب النفس مستورة بجلباب الحياء، فإذا ما نزع الستر، تكشفت أمراض النفوس، وتجرأ الصغير على الكبير، وانطلق الناس من كل قيد، وتحرروا من كل وازع، وغرقوا في أوحال الرذيلة ... وستبقى الفطرة ميالة إلى الحياء والستر.

فلنحافظ على الحياء ولنجعله لنا شعارًا ودثارًا وخلقًا وسلوكًا ولنتذكر جميعًا أنه حيث وجدك عليه زاد مؤشر الأحياء .. وحيث ضعف الإيمان حل الجفاء والبذاء، وصنع المرء ما شاء، وعند ربك الملتقى.


(١) صحيح سنن النسائي ١/ ٨٧ - كتاب الغسل- باب: ٧ - الحديث ٣٩٣ (صحيح).

<<  <  ج: ص:  >  >>