للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله رب العالمين أحمده تعالى وأشكره، وأسأله المزيد من فضله وأستغفره وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين ومن تبعهم إلى يوم الدين.

أيها الإخوة المؤمنون .. أيتها الأخوات المؤمنات .. في قصة يوسف عليه السلام مزيد من الدروس والعبر لمن تأملها وتدبرها ففيها تسلية لكل مظلوم، وفيها تسرية لكل مغموم، إذ يتذكر مقام الصالحين، فيستيقن أن الابتلاء على قدر الإيمان واليقين «أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليك خطيئة» (١).

ويقول عليه الصلاة والسلام- في حديث صحيح آخر- «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون، لقد كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يحويها- أي يقطع وسطها فيلبسها ويبتلى بالقمل حتى يقتله، ولأحدهم كان أشدّ فرحًا بالبلاء من أحدكم بالعطاء» (٢).

وسورة يوسف كما يقول أهل التفسير: نزلت أول ما نزلت تسرية للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه في وقت كانوا في أشد الحاجة إلى مثلها، فالسورة مكية،


(١) ((رواه أحمد والبخاري وغيرهما، صحيح الجامع ١/ ٣٣٣.
(٢) ((صحيح الجامع ١/ ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>