إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئات أعمالِنا، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلين، وارضَ اللهم عن الصحابةِ أجمعين والتابعين وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
أيها المسلمون: كنتُ مع مجموعةٍ من إخوانٍ لي فضلاءَ في أرضِ البَلْقان، وفي جزءٍ مهمٍّ منها، حيث للإسلامِ تاريخٌ، وللمسلمين وجودٌ قديمٌ - ومن خلالِ مشاهداتي سأُحدِّثكُم .. ولستُ أدري أأحدِّثُكم عن غيابِ الهُويَّةِ الإسلامية وجهودِ الأعداءِ ومَكْرِهم وخُطَطِهم لسَلْخِ المسلمين عن دينِهم عبرَ عقودٍ خلتْ .. كيف آلَ إليه أمرُ المسلمين في ظلِّ هذه الظروفِ الصعبة؟ أم أحدِّثُكم عن الانبعاثِ الإسلاميِّ الجديد، والعودةِ إلى أصولِ الإسلام وتعاليمِه، وماذا يحتاجُه المسلمون العائدون من إخوانِهم المسلمين في كلِّ مكان .. ولا سيَّما في بلادِ الحرمينِ الشريفينِ حَرَسها الله.
ولن أحدِّثَكم عن جمالِ الطبيعةِ هناك في ألبانيا، ولا عن الوِدْيانِ المتدفِّقة، والأنهارِ الجارية، ولا عن العيونِ الزرقاءِ ومياهِها العجيبة وظِلالِها الوارفة،
(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٠/ ٥/ ١٤٢٢ هـ.