الحمدُ لله يُعِزُّ من يشاءُ بالطاعةِ والاستقامة، ويُذِلُّ من يشاءُ بالمعصية والرذيلة، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مُكرِم، ومن يهدِ اللهُ فهو المهتدي وهو الموفَّق، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه دعا إلى الحنيفيّةِ السَّمْحة فهدى اللهُ به قلوبًا غُلْفًا، وأسمعَ اللهُ به آذانًا صُمًّا .. اللهم صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى سائرِ الأنبياء والمرسلين.
عبادَ الله: ومن الصعوباتِ والمعوِّقات التي تواجه المسلمين في ألبانيا:
٤ - الفقرُ والبطالة، والفقرُ كادَ أن يكون كفرًا، وهو ظاهرٌ لمن تأمَّلَ في ألبانيا، وتزيدُ البطالةُ من شدةِ الحال، وهذه وتلك تزيدُ من مشكلاتِ المسلمين في ألبانيا، وتُسهِمُ بشكلٍ أو بآخرَ في الفسادِ والانحراف.
٥ - والهجرةُ من ألبانيا- ولاسيما في أوساطِ الشباب - للدولِ الكافرة المجاورةِ للبحث عن العمل، هي الأخرى إشكاليةٌ وتحدٍّ ضدَّ الشعبِ الألباني، ولاشكَّ أن لهذه الهجرةِ مخاطرَها في تردِّي الأخلاقِ وانحرافِ الأفكار.
٦ - ويواجه الشبابُ المتديِّنُ والشاباتُ الملتزمات، وهم وهنَّ قليلٌ بالنسبة لغيرهم، تحدٍّ من أهلِيهم والأبعدِينَ لالتزامِهم وقيامِهم بأمر الإسلام، ولربما قيل لهم جهلًا أو تجاهلًا -: وما هذا الدينُ الذي أَتيتُم به؟ وحتى لو لم يُقَلْ لهم شيءٌ، فلك أن تتصوَّرَ وضعَ شابٍّ أو شابةٍ يعيشُ بين أبوينِ لا يُصليِّان ويشربانِ الخمرَ حتى يَثمَلا! ولا تسألْ عن التفريطِ في الواجباتِ الأخرى أو ارتكاب محرَّمات أخرى، ومع ذلك فالحقُّ يقال: إن هؤلاءِ الشبابَ صابرون ومحتسِبون على ما يلقَوْنَ، زادهم اللهُ ثباتَا وهدى، وفتحَ على قلوب أهلِيهم وهداهم للهُدى .. وبفضلِ الله ثم بجهودِ هؤلاءِ الشباب لم تعدِ اللحيةُ مستغربةً، ولم يَعُدِ