إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ... يقال أن المال عصب الحياة، ومن المؤكد أنه سبب لليسر والتقوى، وسبيل للبخل والعسرى، ومن الاقتصاد ما هو سبيل للبر والنماء، ومنه ما هو متخبط في الإثم والربا.
وحين نطل إطلالة تذكر واعتبار على النظم الاقتصادية المعاصرة في الحاضر أو في عقود قريبة مضت نرى أنها تكاد تنحصر في ثلاثة نظم: ١) النظام الشيوعي البائد، وهو قائم على سحق الفرد وإسقاط الملكية وإعلان الاشتراكية- وهو وإن زعم العدل والمساواة- فقد أفلس في تحقيقها واغتصب الحقوق وسلب الحريات، وانتهى بإعلان زعمائه الفشل أمام العالم، وسقطت الشيوعية برمتها وسقط معها النظام الاقتصادي الاشتراكي غير مأسوف عليه.
وفي مقابل هذا النظام ٢) نظام رأسمالي إقطاعي احتكاري، تسحق فيه المجموعات على حساب تورم الأفراد، ويفتقر الملايين من البشر على حساب ثراء أفراد معينين إنه يخلق مجتمعات التفاوت الاقتصادي ويقل فيه الإنصاف الاجتماعي، كما اعترف بذلك أحد الغربيين. وكلما طغت الرأسمالية في بلد كلما ارتفع معدل الفقر في شعبها، وهل تعلم أن اليابان -مثلًا- تحتل المرتبة الثانية بعد معدلات الفقر في