الحمد لله رب العالمين وفَّق من شاء لطاعته باغتنام الأوقات والمسارعة للخيرات، أحمده تعالى وأشكره وهو أهل للحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين ..
إخوة الإسلام! إذا كان التحذيرُ عن مجرد إضاعةِ الأوقات والتقصير في أداء الواجبات في هذه الأحواش والاستراحات فالأمرُ أعظم وأخطر حين يصاحبها المنكرات، ويكون الاجتماع على المحرمات من سماعٍ للغناء، أو مشاهدة لأفلام العُهر والخنا، أو شرب ما حرم الله أو مقارفة للفساد بأي لون من ألوان الفساد، وإن لم يكن هذا ولا ذاك لم تسلم هذه الاجتماعات المطوَّلة من غيبة أو نميمة تُنتهك بها الأعراض، وتحمل على الظهور الأوزار .. وكم هو عزيز أن يكون القرآنُ وسنةُ المصطفى صلى الله عليه وسلم والقراءة في كتب السلف وسير الصالحين، مادةً لهذه الاجتماعات وغيرها فتحف بالمكان الملائكة وتغشى المجتمعين السكينة وبذكرهم لله يذكرهم في الملأ عنده .. وكم هو عظيم أن تكون اجتماعاتنا تعاونًا على البرِّ والتقوى كما أمر بذلك ربُّنا لا تعاونًا على الإثم والعدوان وهو محذورٌ في ديننا.
عباد الله! ما أتعس حياة الساهرين إذا كان السهر سبيلًا لقطعهم عن شهود الصلاة مع المسلمين، وهل ترضى يا أخا الإسلام أن تحشر نفسك في زمرة المنافقين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:«أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما ولو حبوًا».
وما أنكد حياة الخِلاَّن إذا كانت على الفسق والفجور، ومثلك خبير بلعن