للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم بعضًا، وهذا جزاء مقدم في الدنيا، أما في الأخرى فتذكر جيدًا قول ربِّنا {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (١).

يا أخا الإيمان! إني مذكرك ونفسي برقابة الله إن كنت ممن يستترون بهذه البيوت الوهمية أو غيرها عن أعين الخلق ليمارسوا ما شاءوا من الفواحش والآثام -بعيدًا عن الرقيب في ظنِّهم، ورقابة الله فوق كلِّ رقابة، وهو الذي يعلم السرَّ وأخفى {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (٢).

إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل ... خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب

يا أخا الإيمان! أتُراك بعد هذا محتاجًا للفتوى في حكم الانعزال بهذه الاستراحات التي تزاول فيها المنكرات؟ استفت قلبك والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس، وإن أصررت على سماع الفتوى فهاك السؤال مقرونًا بالإجابة الشافية من فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: وقد سئل: فضيلة الشيخ الوالد: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الجلوس في الأحواش والاستراحات والسهر بها لأوقات طويلة ويكون بعض هذه الاجتماعات على أمورٍ مفسدة كالاجتماع على الدخان والشيشة ورؤية السيء في القنوات الفضائية عبر جهاز الاستقبال (الدّش) فما حكم ذلك؟ وإذا كان يغلب على ظن صاحب الملكِ (المؤجِّر) أن استخدام حوشِه أو استراحته سيكون لهذه الأغراض السابق ذكرُها أو أن تكون وسيلةً لتجمعات بعض المراهقين فيها فهل يجوز له تأجيرُها. نرجو من فضيلتكم الإجابة والتوجيه مشكورين.


(١) سورة الزخرف، آية: ٦٧.
(٢) سورة المجادلة، آية: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>