للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجاب فضيلته فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

أولًا: ننصح إخواننا المسلمين عن طول السهر فيما ليس مصلحة دينية أو دنيوية، سواءٌ في هذه الاستراحات أو في بيوتهم؛ لأن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها، ولأن طول السهر يفضي إلى النوم عن قيام الليل لمن كان له حظٌّ من قيام الليل، ويفضي إلى ثقل صلاة الفجر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا».

ولأن طول السهر في الليل يُفضي إلى أن ينامَ الإنسان في النهارَ طويلًا، ويقابل كدحه وعمله بفتور، ومن المعلوم عند جميع الناس أن نوم الليل أصحُّ وأقومُ للبدن؛ لأن الليل محل السكون والنهار وقت المعاش، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} (١)، وقال تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (٢)، وقال: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} (٣).

ثانيًا: الاجتماع على أمور مُفسدة كالاجتماع على الدخان والشيشة وما يسمع من الأغاني الماجنة أو يشاهد من المرئيات السافلة التي تثير كوامن الشهوات وتدعو إلى الشَّهوات والمنكرات اجتماع محرمٌ، سواء كان في الأحواش والاستراحات أو البيوت.


(١) سورة يونس، آية: ٦٧.
(٢) سورة القصص، آية: ٧٣.
(٣) سورة النبأ، الآيتان، ١٠، ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>