الحمد لله رب العالمين فطر الخلق على الحنيفية السمحة لا فساد في المعتقد ولا شذوذ في الأخلاق ولا انحراف في السلوك، فاجتالتهم الشياطين، فحسنت لهم القبيح وزينت لهم المكروه، فوقع في حبائلهم من وقع، ونجا من وساوسهم من أراد الله له الخير والفلاح، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أمر عباده بالعدل والإحسان والتقى، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلهم يتذكرون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ما فتئ يقص على الأمة من أخبار الماضين ما فيه عظة وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحابته والتابعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
إخوة الإيمان .. إن جريمة اللواط فساد في الفطرة، ونقص في الشهامة والرجولة، وهي خدش لقيمة الحياء، واعتداء صارخ على الفضيلة، كما أن اللواط بداية للضياع والانحراف والعزلة .. إذ يحس صاحب الفاحشة أنه دون مستوى الآخرين في فكره وسلوكه فيجد صعوبة في العيش معهم، ويضطر للانزواء والعيش مع نظرائه وأشباهه، بعكس من تربى منذ صغره على الشهامة والرجولة ورفض كل أنواع الإغراء والفتنة، فهو جاد في دراسته، مطيع لوالديه محترم بين أهله وعشيرته، كاره أشد الكره لمن يسمع عنه أخلاقًا سيئة أو يقترف مثل هذه السلوكيات المشينة.
إخوة الإسلام ولما لهذه الجريمة من أضرار وآثار فقد عظم الشرع المطهر حكمها وغلظ في عقوبتها أتدرون ما الحكم الشرعي في هذه الفاحشة المستنكرة؟