للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين الراسخين والزائغين (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

إخوة الإسلام فرق كبيرٌ بين أهل الإيمان واليقين، وبين أهل الزيغ والبدع والفساد، والفرق كبير ممن يتبعون أهواءهم ومن يتعبدون لخالقهم، والبون شاسع بين أصحاب الإيمان ومرضى القلوب .. ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء ومن يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا وحين يكثر الخبث، وترفع أصوات أهل الأهواء، ويلبس الحق بالباطل .. فلا بد من بيان الحق، وكشف المبطلين حتى يحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.

إن مسيرة أهل الأهواء والزيغ قديمة في تاريخنا، وما زال العلماء الراسخون يواجهون بدعهم ويكشفون عن أهوائهم وتلبيسهم حتى خنسوا .. ولكن هذا الفكر كامن في نفوس أصحابه، يعلو ويتجدد كلما ضعف الراسخون في الإنكار، أو كلما أتيحت فرص لظهور أهل الأهواء، دون محاسبة توقف أو جزاء يردع.

ويرحم الله الفاروق عمر فقد أطفأ في زمنه، فتنة مبكرة كادت أن تسري على أثر حديث (صبيغ بن عسل التميمي) وتساؤلاته في أمور لا حاجة للمسلمين بها، بل ربما كانت سببًا للتشكيك والمنازعة والاختلاف -ودونكم الحادثة وفقه عمر-.


(١) ألقيت هذه الخطبة في ١٢/ ١٠/ ١٤٢٧ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>