للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) بين التطير والتفاؤل (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى إخوانه وآله ورضي عن صحابته وأتباعهم إلى يوم الدين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٣).

أما بعد فاتقوا الله أيها الناس وراقبوه في السِّر والعلن، وبتقوى الله تصلح الأمور، وتتلاشى الشرور، ويصلح للناس شؤون دينهم ودنياهم.

ألا وإن صلاح المعتقد سببٌ للصلاح والطمأنينة في الدنيا والفوز بالنعيم والسعادة في الآخرة.

وحين يكون الخللُ في العقيدة يبتدع الناس عوائد ما أنزل الله بها من سلطان، ويتلبسون بسلوكيات تنغص عليهم حياتهم وتجعلهم نهبًا لإيحاءات شياطين الجن والإنس.

لقد جاءنا الله بهذا الدين لتمتلئ قلوبنا بتعظيم الله، والتوكل عليه ولتقرَّ أعيننا


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٩/ ٥/ ١٤١٧ هـ.
(٢) سورة آل عمران، آية: ١٠٢.
(٣) سورة النساء، آية: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>