للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أخطائنا في الصلاة (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله رب العالمين، جعل الصلاة عماد الدين، وقال في كتابه المبين {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} (٢) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حثّ على إقامة الصلاة، وجعلها حدًّا فاصلاً بين الإيمان والكفر، فقال: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ... } (٣).

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ما زال يوصي بالصلاة حتى كان من آخر كلامه «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم» (٤).

اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى الآل والأصحاب المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فأوصي نفسي وإياكم معاشر المسلمين بتقوى الله، ألا وإن المحافظة على الصلاة بأوقاتها، وخشوعها وأركانها وواجباتها وسننها طريق إلى التقوى.

أيها المسلمون لا ضير أن يتتابع الحديث، ويتجدد عن هذه الشعيرة العظيمة، لاسيما إذا كان دعوة للخشوع فيها، أو تحذيرًا من أخطاء يكثر الوقوع فيها، وحيث مضى الحديث عن الخشوع في الصلاة فحديث اليوم عن أخطاء ينبغي التنبه لها لمن وقع في شيء منها، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون،


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٨/ ٦/ ١٤١٦ هـ.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٤٥.
(٣) سورة التوبة، الآية: ١١.
(٤) رواه أحمد بإسناد جيد ١/ ٢٩٠، الفتح الرباني ٢/ ٧٠٢، إرواء الغليل ٧/ ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>