الحمد لله ربِّ العالمين، يقصُّ الحق وهو خيرُ الفاصلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نوّر قلوب عباده بالإيمان واليقين، ومن زُين له سوءُ عمله فرآه حسنًا، فإن الله يُضلُّ من يشاء ويهدي من يشاء، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولهُ، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر المرسلين.
إخوةَ الإسلام: وهذه (النُّخبُ الثقافية) المنهزمةُ من داخلها، يزعمون أنهم في طروحاتهم مجددون، وهم في الحقيقة مقلدون، ويزعمون التحرر، ويرمون غيرهم بالرجعية والتقليد، والواقعُ يشهدُ على تبعيتهم لغيرهم، وإذا اعتزّ المسلم بتبعيته للنص الشرعي وبالاقتداء بالنبي العربي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فأولئك معروفة هوياتهم، ولمن يتبعون. إنهم معوقون للأمة المسلمة عن التقدم، فهم مشغِلون لها بمعارك جانبية تهدم أكثر مما تبني، وتفرق ولا تجمع، وتشكك ولا تبعث اليقين، وأين حضور هذه النخب في تعرية الاستعمار وأهدافه الحديثة وآثاره المستقبلية على الأمة، وأين مشاريعُ هذه النخب في سبيل وعي الأمة واستعادة مكانتها وتحرير شبابها من الوهم والوهن، وانتشالهم من الشهوات التي تقعد بهم عن مراقي العز والشرف؟ أين هم من نُصرة المظلومين والمشردين من أبناء العالمِ الإسلامي على أيدي المستعمرين الجدد؟ أين هم من ردّ الهجمات الإعلامية على الإسلام وأبناء المسلمين من أصحاب الملل الكافرة والنحل المحرفة؟
إن المتأمل في معظم طروحات هذه (النُّخب) المنهزمة يراها تتركز على الشهوات أو إثارة الشبهات، وتتخذ من المرأة وسيلة لإفساد المجتمع وتميعه، فتراهم يسخرون من الحجاب حينًا، ويدعون للاختلاط حينًا، ويرون في المرأة الغربية الكافرة نموذجًا يحتذى.