{الحمد لله جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا}
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحاسب على النقير والقطمير، {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء}، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قال وهو الصادق الأمين.
يا أخا الإيمان .. أما وقد عرفت قيمة المحاسبة وحاجتنا إليها، بل وغفلة الكثير منا عن ممارستها فقد يرد السؤال وكيف تتم محاسبة النفس وما هي الأمور المعينة على هذه المحاسبة؟
ذكر أهل العلم أن المحاسبة الصادقة تعتمد على أمور ثلاثة هي:
١ - الاستنارة بنور الحكمة.
٢ - وسوء الظن بالنفس.
٣ - وتمييز النعمة من النقمة فكيف يتم ذلك.
فأما نور الحكمة فهو العلم الذي يميز به العبد بين الحق والباطل، وكلما كان حظ العبد من هذا النور أقوى كان حظه من المحاسبة أتمَّ وأكمل.
أما سوء الظن بالنفس فحتى لا يمنع ذلك من البحث والتنقيب عن المساوئ والعيوب، ولئن تزكية النفس حاجب عن محاسبتها.
وأما تمييز النعمة من الفتنة فلأنه كم مستدرج بالنعم وهو لا يشعر، مفتون بثناء الجُهَّال عليه مغرور بقضاء الله حوائجه وستره عليه (١).