للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مراتب الجهاد (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، وخيرته من خلقه، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عبادَ الله: اتقوا الله حقَّ تقاته ولا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمون، واتقوا الله وكونوا مع الصادقين، واتقوا الله ويعلمكم الله.

إخوة الإسلام: وهناك شعيرةٌ عظيمةٌ من شعائر ديننا يقلُّ الحديثُ عنها، أو يُقصَّرُ في مفهومها، وربما قلَّ أو ضعف العملُ فيها، أو في أحدٍ من جوانبها.

إنها شعيرةُ الجهادِ في سبيل الله بمفهومها الواسع، وبأنواع الجهادِ ومراتبهِ المختلفة.

إن عددًا من النساء حين يسمع كلمةَ الجهاد يتبادر إلى ذهنِهِ جهادُ الأعداء بالسيف، وقتالُ الكفار بالأسلحة المادية، وهذا النوعُ من الجهاد - وإن كان مهمًا ودرجتُه عاليةٌ في الأمة - فليس هو الجهاد كلَّه، فثمةَ مراتبُ أخرى من مراتب الجهاد، أوصلها بعضُ العلماء إلى ثلاثة عشرَ مرتبةً، لا بد من معرفتها والعمل بها.

وهذه المراتبُ المختلفةُ والمتفاوتةُ لا يُعفى مسلمٌ ولا مسلمةٌ من الإسهامِ


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٠/ ٢/ ١٤٢٠ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>