إخوة الإسلام .. أمران مهمان لبناء الحياة الدنيا وسعادة الآخرة: العلم والإيمان؛ فبالعلم تبنى الحضارات ويتقدم الإنسان، ويتجاوز عقابيل التخلف ويخرج من دائرة الجهل، وبالإيمان تبنى القيم، ويتصل الإنسان بالخالق، ويتوازن في نظرته للحياة، ولا تنتهي آماله في الدنيا، بل يتطلع لحياة أخرى أرجت وأسعد .. الإيمان يعصمه من الفجور، ويمنعه من الطغيان، يرشد مسيرته، ويضبط حركاته وسكناته.
إن أي أمة تفقد واحدًا من هذين العنصرين تضل وتشقى، وتتخبط في مسيرتها وتتأخر- وإن تقدمت ظاهرًا- تتفكك أوصالها، وتنقطع أواصر روابطها، ثم مآلها السقوط والزوال.
أيها المؤمنون .. وتعالوا بنا ننظر في واقع الحال، ونستشهد بحضارات فقدت إحدى عناصر البقاء، فكيف كانت حالها؟ وإلى أين تتجه في مسيرتها؟
الحضارة المادية المعاصرة نموذج لفقد الإيمان، فرغم ما بلغته من علم وتقنية وتقدم في مجال الحياة المادية، فهي عرجاء المسيرة، عوراء النظرة ..
ويعترف أحد أبناء الحضارة الغربية المعاصرة بفقدهم لعنصر الإيمان، وكيف أثر على مسيرتهم، ويقول (ول ديورانت) كاتب أمريكي عن حضارة بني قومه: