للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن ثقافتنا اليوم سطحية، ومعرفتنا خطرة؛ لأننا أغنياء في الآلات، فقراء في الأغراض، وقد ذهب اتزان العقل الذي نشأ ذات يوم من حرارة الإيمان الديني، وانتزع العلم منا الأسس المتعالية لأخلاقياتنا، إننا نبدد تراثنا الاجتماعي بهذا الفساد الماجن (١).

أيها المسلمون .. وحتى نقف على الداء، ونحذر من الوقوع في مثله، لا بد أن نشير إلى عناصر ثلاثة صرفت المجتمعات الغربية، وجعلت حياتهم على شفا جرف هار، مهدد بالأفول في أي لحظة.

والعناصر الثلاثة هي:

١ - الجنس وشذوذه وحريته المزعومة.

٢ - والخمور والمخدرات وآفاتها الخطرة.

٣ - والخنزير وخبثه وما يخلفه على صحتهم من آفات وأمراض.

أما الجنس هنا فهي بيهيمية في صورة إنسانية؛ إذ ليس ثمة محظور أو حياء، بل شذوذ جنسي وبغاء، قال عنه أحد المسئولين في البرلمان الفرنسي: إن حرفة البغاء لم تعد الآن عملًا شخصيًّا، بل لقد أصبحت تجارة واسعة وحرفة منظمة، بفضل ما تجلبه وكالاتها من أرباح خيالية.

ولكي ندرك مدى انتشار الزنا في المجتمعات الغربية -أكرمكم الله والمكان- يكفي أن يشار إلى شيء من نسبه، ليس في عامة الناس بل في خواصهم (الرهبان ورجال الكنيسة)، ففي تحقيقات بارعة نشرتها (الديلي ميل) عام ١٩٧٠ م ذكرت الإحصائية أن ما يقرب من ٨٠% من الرهبان والراهبات ورجال الكنيسة


(١) (الإسلام ومشكلات الحضارة، سيد عن: أساليب الدعوة الإسلامية المعاصرة د. العمار ٣٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>