إخوة الإسلام حديثي إليكم اليوم من القلب وأرجو أن يكون موقعه القلب منكم أيضًا .. حديثي إليكم عن قرة العيون، وفلذات الأكباد .. إنهم الشباب ثروة الأمة الكبرى في حاضرها، وأملها المرتقب في المستقبل الاهتمام بهذه النوعية علامة وعي الأمة ومؤشر لحضارتها وتقدمها، والالتفات إلى أساليب تربيتهم والنظر في مشكلاتهم يجنب الفرد والمجتمع غوائل الدهر وفاجعات الزمن ويبني جيلاً قادرًا على الإسهام والعطاء.
أما نسيانهم أو تناسي مشاكلهم، وعدم تقدير موقعهم فهو علامة الانحطاط والضياع والفوضى، ومنذ بزغت شمس الإسلام وهو يولي عنايته بالشباب، وكان في طليعة أوائل المؤمنين أمثال علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي أحتضنه النبي صلى الله عليه وسلم منذ الصغر ورباه على عينه، وزيد بن حارثة رضي الله عنه الذي رغب الرق على الحرية في سبيل العيش بين يدي محمد صلى الله عليه وسلم وفي كنفه.
وما زال النبي صلى الله عليه وسلم يولي عنايته بالشباب ويعدهم للنائبات ويبعثهم في المهمات، وكانوا نعم المبلغين، وأثبتوا أنهم تربة خصبة للدعوة آتت أكلها وثمارها بعد حين، فهذا مصعب بن عمير رضي الله عنه يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم معلمًا وموجهًا للأنصار في المدينة قبل هجرته إليها وكان نعم الداعي ونعم المبلغ.
(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١١/ ١/ ١٤١٥ هـ.