للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحلات البرية، إيجايبات وسلبيات وقفات وتنبيهات (١)

الحمد لله جعل لنا في ديننا فسحة، وما جعل عليكم في الدين من حرج ..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعث ليضع عن الأمة إصرها والأغلال التي كانت عليها .. اللهم صل وسلم عليه ..

إخوة الإسلام .. ونعم ربي علينا تتوالى .. صحة وأمن، وأموال وأولاد .. وثمرات تجبى إلينا، وأخرى تخرج من أرضنا، اعتدال في الجو، وأمطار تنهمر فتملأ السهل والجبل وتكسب الأرض خضرة وبهاء .. وتطالع روس المرتفعات من الرمال وهي ندية بالأمطار - ولا تسأل عن الأودية والقيعان، وحق للناس أن يفرحوا بفضل الله، وحري بهم أن يشكروه وأن يتذكروا ويتفكروا في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٨) وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (٤٩) فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: ٤٨ - ٥٠].

ومن حق الناس أن يتنزهوا ويبصروا أنعم الله- دون أشر أو بطر- ومن الذي يقول إن الاستقامة على دين الله مانعة من الأنس والمرح والتنزه والفرح؟ ولكن من حق الله عليهم أن يشكروه ولا يكفرونه وأن يطيعوه ولا يعصونه.


(١) ألقيت هذه الخطبة في ٩/ ٢/ ١٤٢٦ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>