للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر في ترجمة ابن مجاهد شيخ قراء بغداد أنه خرج إلى البستان مع بعض كبار علماء بغداد، وصاروا يلعبون بإداوة ودولاب هناك، فنظر إليهم بعض الناس مستغربًا، فقال له ابن مجاهد: التعاقل في البستان كاللعب في المسجد.

ولكن الذي ينبغي أن يكون المرح والتنزه في حياة المسلم ترويحًا عن النفس بعد الجد والعمل، والإنتاج والبذل والعطاء .. حتى يكون للنزهة محلها من الإعراب .. وإلا احتاج الترفيه إلى ترفيه، والراحة إلى راحة أخرى .. وهكذا .. وعمر الإنسان أغلى من أن يفرط بساعاته هكذا ودون فائدة.

أيها المسلمون هناك مظاهر إيجابية في حياة الناس في البر حرية بأن تذكر وتشكر، ومظاهر سلبية حرية بأن ينبه لها وتحذر ..

ومن المظاهر الإيجابية ارتفاع الأذان عاليًا في البراري والغفار حتى يشهد الحجر والشجر ومن سمع لمن رفع ذكر الله ..

واصطفاف المتنزهين كالبنيان المرصوص لأداء الصلاة هو الآخر مشهد يفرح ويؤنس، ويؤكد حرص المسلمين على صلاة الجماعة أينما حكوا أو ارتحلوا.

وهناك عائلة بل عوائل تقترب من شط الماء وجلال الحشمة ومظاهر الحياء بادية على النساء قبل الرجال فلا سفور ولا اختلاط بل نساء كالغربان كاسيات حافظات لما حفظ الله.

ومن المظاهر الإيجابية لقاء الأسرة في جو من الأنس والاستمتاع بجمال الطبيعة بما حباها الله .. وكم هو جميل حين يستثمر الولي هذه الأجواء في توجيه هادف أو قصة تربوية ذات معنى، أو يلفت أنظار الصغار إلى عظمة الله من خلال مخلوقاته وفسيح كونه.

وثمة مظهرًا إيجابي حين يقع فرد أو أسرة في موقف محرج متسابق الأكف تساعد وتدفع، وربما غامر الشباب بحياتهم فأنقذوا أسرة كاد الفرق أن يلف

<<  <  ج: ص:  >  >>