عباد الله .. وإذا تدنست الفروج واختلطت الأنساب، وتزايدت أرقام اللقطاء والأبناء والبنات (غير الشرعيين)، وإذا خمر العقل وغطي وحجب عن التفكير الحق والعبودية لله، واستهين بأعظم نعمة، وغيب العقل عن الوجود فترة من الزمن، فتلك مصائب عظيمة، فكيف إذا انضاف إلى هذا وذاك لحوم نبتت على السحت، وغذيت بالحرام والخبيث من الطعام!
إنها آية ومعجزة ربانية حين صنف لحم الخنزير من المحرمات، ومن رحمة الله بأمة الإسلام أن أوحى إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم:{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}[النحل: ١١٥]. والآيات في مثل هذا كثيرة.
وفي صحيح السنة قال صلى الله عليه وسلم عام الفتح:«إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» رواه البخاري ومسلم.
بل لقد حرمت التوراة في عهدها القديم أكل لحم الخنزير، وجاء في الإنجيل في العهد الجديد أن الشيطان يوجد في الخنزير.
ولكن اليهود والنصارى بعيدون عن كتبهم - وإن كانت محرمة - متمردون على شرائع السماء وإن كانت هاوية، إنهم يزيدون على أكله بالمتاجرة في بيعه وشرائه وتربيته والعناية به، وأول دولة تعنى بإنتاجه بعد الصين هي البرازيل، ثم تليها أمريكا، وفوق أكله والمتاجرة به، فقد أدخلوا لحمه وشحمه وجلده في كثير من صناعاتهم الغذائية والاستهلاكية التي يعتمدون عليها - وهذا عذاب فوق العذاب وتزيين من الشيطان للقبيح - وهو يسير في اتجاه انتكاس الفطرة، وتلوث البيئة