هناك، لقد قيل: ليس من الدواب يعمل عمل قوم لوط إلا الخنزير والحمار (١).
ولا عجب أن يصاب آكلوها بفقد الغيرة على المحارم والخيانات الزوجية، وهذا يحكيه الواقع في تلك البلاد التي تأكل الخنزير، فلا تسأل عن الدياثة والعلاقات غير الشرعية، وفقدان الغيرة وتفكك الأسرة.
إننا لسنا بصدد حديث عن الأضرار الطبية للحم الخنزير، والتي وافق فيها الطبُّ الحديثُ نصوصَ الوحيين؛ فهناك العديد من الجراثيم والطفيليات والبكتريا تعيش في جسم الخنزير، وهي بدورها تنتقل إلى أجسام آكليها، وهذا عذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة، ولكني أردت الإشارة إلى اجتماع الأدواء العقلية والجسدية والجنسية عند قوم تركوا شريعة الله وراءهم ظهريًّا، وفي الوقت نفسه أحذر قومي وإخواني في العقيدة من طريق المغضوب عليهم والضالين.
وأريد كذلك أن أنصح أولئك القوم المفتونين بحضارة الغرب، والغافلين عن عناصر البؤس والشقاء فيها ..
صحيح أننا نتمنى أن نصل إلى ما وصلوا إليه من تقدم مادي وريادة في التكنولوجيا، لكن هذا لا ينبغي أن ينسينا حضيض القيم ومستنقع الآثام التي تردوا فيها، وبالتالي فنحن مسئولون عن دعوتهم لدين الإسلام، وترشيد حضارتهم بما يخدم الكون والبشر، وإذا أتيحت لنا فرص الاستفادة من تجربتهم المادية، فينبغي أن نستشعر عزتنا بالإسلام، وأن نبعد عن أنفسنا ومجتمعاتنا سلبيات ثقافتهم، وموروثات القيم المدنسة عندهم، ونكمل الشق المفقود عندهم ألا وهو عنصر الإيمان بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا.
(١) (الجامع لأحكام القرآن ٧/ ١١٩ - عن محمد بن سيرين).