للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) حسن الوفاء وقضاء الحقوق (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

{ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (٢)

{ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم} (٣).

إخوة الإسلام! لا يزال الحديث متصلًا عن الوفاء بالعهود واحترام العقود، فتلك الشعيرة من شعائر الدين، والخلق النبيل من أخلاق أهل المروءة والدين، أجل لقد كان الوفاء وصدق الوعد واحدًا من أخلاق الأنبياء عليهم السلام {وذاكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا} (٤).

والوفاء جزء من الإيمان، فقد جاء في الحديث الذي رواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال. ((إن حسن العهد من الإيمان)).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٨/ ٦/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة آل عمران، آية: ١٠٢.
(٣) سورة الأنفال، آية: ٢٩.
(٤) سورة مريم، الآية: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>