للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاتِلُ البطيءُ (١)

[الخطبة الأولى]

الحمدُ لله ربّ العالمينَ، أحلَّ لنا الطيباتِ ونهانا عن الإسرافِ فيها، وحرّمَ علينا الخبائثَ والإسرافَ فيها من بابِ أولى.

وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، تركَ الأمةَ على محجَّةٍ بيضاءَ، وما توفّاه ربُّه إلا والحلالُ بيِّنٌ، والحرامُ بيِّنٌ، أما المتشابهاتُ فالسعيدُ من اتقاها واستبرأ لدينهِ وعِرْضِه، ومن ضعُفت همَّتُه ووقعَ في الشُّبهاتِ، فإن ذلك طريقٌ للوقوعِ في المحرماتِ كالراعي يرعى حول الحِمى يوشكُ أن يرتعَ فيه .. اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلينَ، وارضَ اللهم عن الصحابةِ أجمعينَ والتابعينَ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٣).

إخوةَ الإسلام: ما هذا الداءُ الذي وقعَ في شراكِه فئامٌ من المسلمينَ، وتسلَّلت آثارُه من الكبارِ لتصلَ إلى الصغار، وعمَّت البلوى به، فتضررَ غيرُ المتعاطينَ له حين يُصرُّ المُبتلونَ به على تناوله في مجمع الناس وملتقياتِهم العامةِ - وفي حال سفرِهم أو إقامتِهم، إن هذا الداءَ يبدأَ عبثًا أو تقليدًا .. ثم لا يلبثُ


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٤/ ٦/ ١٤٢١ هـ.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>