للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يتحولَ إلى عادةٍ متأصِّلةٍ يُخيَّلُ للمُبتلى به أنه لا يستطيع الفكاكَ عنه وليس الأمرُ كذلك، إنه وباءٌ يسري في الأمةِ ليخرِمَ مروءَتها وشهامةَ أبنائِها، ويَشيع فيها نوعًا من التبعيةِ والتقليدِ للآخرينَ، وتُشكلُ مدفوعاتُه ضربةً في اقتصادِها، وهو مرضٌ يسري في جسمِ المدخنِ، فلا يكادُ يَمُرّ بعضوٍ إلا أفسدَه، وربما أقعدَه المرضُ، أو كانت الوفاةُ نهايتَه وسبَبه؟

أجل؛ لقد قالوا عن التدخين: إنه القاتلُ البطيءُ، وقالوا: إنه بوابةُ الأمراضِ، وقالوا: إن تسعينَ في المائة من وفياتِ الموتِ المفاجئ من المدخنينَ يرجع إلى جلطة الشُّريان، واحتشاءِ عَضَلةِ القلب؟ وقال أحدُ الأطباءِ: «لقد مضى على معالجتي للسرطانِ خمسٌ وعشرونَ عامًا، فلم يأتني مصابٌ بسرطانِ الحنجرةِ إلا مدخِّنٌ» (١).

وجاءَ في تقريرٍ لأحدِ مراكزِ البحوثِ الأمريكية: إن التدخينَ يؤدي إلى أعلى نسبةِ وفياتٍ في العالم بالمقارنةِ للحروبِ والمجاعاتِ (٢).

وهل تعلم أن خمسةً وتسعين بالمائة من مرضى شرايينِ الساقينِ هم من المدخنين (٣).

ومن رأي الطبّ إلى حكمِ الشرعِ .. يقول سماحةُ الشيخ ابن بازٍ رحمه الله: والدخانُ بأنواعه كلِّها ليس من الطيباتِ، بل هو من الخبائث، لا يجوزُ شربُه ولا بيعُه ولا التجارةُ فيه كالخمر، والواجبُ على هؤلاء البِدَارُ بالتوبة إلى اللهِ، والندمُ على ما مضى، والعزمُ على ألا يعودَ، ومن تابَ صادقًا تابَ اللهُ عليه (٤).


(١) السيجارةُ في قفص الاتهام، دار ابن خزيمة (١٣٢).
(٢) النشرة السابقة ص ٤.
(٣) النشرة السابقة.
(٤) فتاوى شرعية في حكم بيع الدخان وتعاطيه، اللجنة الخيرية بجدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>