للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

إخوة الإسلام القرآن في غوانتناموا تدنيس أم تكريس؟

هل ما نسب إلى الجنود الأمريكان هناك تدنيس للمصحف الشريف أم تكريس للعدوان على المسلمين بشكل عام؟

أهو تدنيس للمصحف كما صنعوا أم هو تكريس للاهتمام به من قبل المسلمين كما ينبغي، فالمسلمون يدركون أن القرآن هاد لا يضل وناصح لا يغش، ومحدث لا يكذب، فيه زيادة من هدى ونقص من عمى، وشفاء من عي شافع مشفع وقائل مصدق.

المسلمين لا ينبغي أن ينطلقوا في عنايتهم بالقرآن من ردود الأفعال ولكن مثل هذه الحوادث المؤسفة تذكرهم بواجبهم تجاه القرآن تعلمًا، وتعليمًا، وعناية ودعمًا، ودعوة ونشرًا للقرآن.

إن حادثة تدنيس القرآن هناك تذكر المسلمين بموقف أعدائهم من القرآن والإسلام، وتنبههم إلى تعظيم الله بتعظيم كتابه، وإغاظة الأعداء بالعودة للإسلام وحمل القرآن.

ولقد فهم السابقون أن القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونه بالليل ويتفقدونه بالنهار- وكذلك ينبغي أن يفهم اللاحقون من المسلمين- (كما أثر عن الحسن بن علي رضي الله عنهما) (١).

أيها المسلمون وقفة ومصارحة ماذا وراء احتجاجنا وغضبنا لما يصنعه الأعداء بالقرآن.


(١) (التبيان للنووي/ ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>