للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دروس من قصة موسى عليه السلام مع فرعون (١)

الحمد لله معزّ المؤمنين، وناصر أوليائه المتقين، ومذلّ الطغاة والمستكبرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ... اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر المرسلين، وعلى آله وصحابته والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فاتقوا الله يا عباد الله، وثقوا بنصر الله إذا توفرت أسبابه من الصدق والإخلاص والاستقامة على شرعه، والتضرع بين يديه ورجائه والخوف منه وحده دون سواه.

أيها المسلمون، وتكثر القصص في القرآن بشكل عام، وفي كل قصة عبرة وما يعقلها ولا العالمون، وتحكي قصص القرآن صورًا من الصراع القديم بين الحق المؤيَّد من السماء، والباطل الذي يلوذ به الملأ والكبراء خداعًا وعنادًا واستكبارًا وحفاظًا على الذوات ليس إلاَّ، كما تكشف قصص القرآن عن مواقف المؤمنين وحقيقة وآثار الإيمان، ومواقف الظالمين ونهاية الفجار.

ولئن كانت القصص تشغل مساحة عريضة في القرآن، فإن قصة موسى عليه السلام مع فرعون تتميز بكثرة عرضها وتنوع مشاهدها وهي من أطول قصص الأنبياء عليهم السلام في القرآن، فما الحكمة من كثرة ذكرها؟

قال المفسرون: لأنها من أعجب القصص، فإن فرعون حذر من موسى كل الحذر، فسخره القدر أن رُبِّي هذا الذي يحذر منه على فراشه ومائدته بمنزلة الولد، ثم ترعرع، وعقد الله له سببًا أخرجه من بين أظهرهم، ورزقه النبوة


(١) في ٤/ ١/ ١٤١٦ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>