للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُعوّقون من نوعٍ آخر (١)

[الخطبة الأولى]

الحمدُ لله أعطى كلَّ شيءٍ خلْقَه ثم هدى، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، خلقَ كلَّ شيءٍ فقدَّره تقديرًا، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، عزيزٌ عليه ما عَنِتْنَا، حريصٌ علينا، وهو بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلينَ، وارضَ اللهمّ عن الصحابةِ أجمعينَ، والتابعينَ ومن تبعُهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٣).

يا أخا الإيمانِ: تخيّل نفسَكَ زائرًا لواحدٍ من معاهدِ الأملِ أو دارٍ للمعاقينَ .. فألفيتَ نفسَكَ بين مجموعةٍ من البشر يعيشونَ في عالمٍ يختلف - بعضَ الشيءِ - عن عالمِ الآخرينَ، فأحدُهم فاقدٌ للسمعِ أو البصرِ أو لهما جميعًا، وآخرُ مشلولَ اليدينِ أو الرجلينِ أو كليهِما، ومجموعةٌ ثالثةٌ مصابةٌ بأمراضٍ مُزمنةٍ، إنْ في الجسمِ أو في العقلِ أو بهما معًا.

إن من هؤلاءِ وأولئكَ من يستخدمونَ لغةً للتفاهمِ تختلفُ عن لغتِنا، ومنهم من يمشون على الأرضِ بطريقةٍ غيرِ طريقةِ مشينا، ومنهم من يُفكر بغير العقليةِ التي


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٣/ ٢/ ١٤٢٢ هـ.
(٢) سورة الحجرات، الآية: ١٣.
(٣) سورة النساء، الآية: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>