للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معالم ووقفات في الأزمة المعاصرة (١)

الخطبةُ الأولى:

إن الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى سائرِ الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهمَّ عن الصحابةِ أجمعين، والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

إخوةَ الإسلام: وليس يخفى أنَّ المواجهةَ بين المسلمينَ وأعدائِهم لم تتوقَّفْ منذُ فجرِ الإسلام، والرسولُ صلى الله عليه وسلم حيٌّ، والقرآنُ غضٌّ طريٌّ، واستمرَّ العدوانُ في عهودِ الراشدين، وفي دولِ الإسلام عبرَ التاريخ، وستستمرُّ المواجهةُ ما بقيَ الحقُّ والباطل، وفي مُحكَم التنزيل: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (٢).

فالمعركةُ مستمرةٌ وإن تعددتْ ساحاتُها وتبدلتْ أسلحتُها، لأن الشرَّ من لوازمِ الخير، وإذا كان للأنبياءِ عليهم السلام أعداءٌ - وهم أتقى الأمةِ وخيارُها - فالعداوةُ لغيرِهم من المسلمين والمؤمنين من باب أَوْلى.

يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} (٣).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٠/ ١٠/ ١٤٢٢ هـ.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢١٧.
(٣) سورة الفرقان، الآية: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>