للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) عداوة الشيطان (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨)} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)} (٣).

إخوة الإسلام: ولا يزال الحديث متصلًا عن عداوة الشيطان وكيده وإضلاله للإنسان، فإذا سبق ما يكشف عداوتَه ومراتب كيده، فحديث اليوم عن وسائله وطرائقه ومداخله على الإنسان.

أيها المسلمون: وإذا كان الشرُّ والباطلُ مستقبحًا للنفوس السوية في صورته الطبيعية، فمن وسائل الشيطان في إغواء الإنسان:


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٦/ ١٠/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة الحشر: الآية ١٨.
(٣) سورة النساء: الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>