للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله ربِّ العالمين نبّه المسلمين لعداوة الكافرين وخطرهم فقال: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} (١)، ونهى عن اتخاذهم أولياء فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء} (٢).

وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له أرشد إلى أن الصبر والتقوى مبطل لكيد الأعداء: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط} (٣).

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله حذر أمته من اتباع سنن من كان قبلهم من الأمم الكافرة حتى وإن دخلوا جحر ضبٍّ لدخلوه معهم، وأوحى الله إليه فيما أوحى: {ولتستبين سبيل المجرمين} (٤).

اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر المرسلين، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فمن المخاطر الداخلية التي تهدد الأسرة المسلمة إلى المخاطر الخارجية أحدثكم عن شيء من كيد الأعداء وسهامهم الطائشة لهدم كيان الأسرة بشكل عام، وإفساد المرأة المسلمة على الخصوص.

فمن وسائلهم في ذلك وسائل الإعلام بكافة قنواتها وأجهزتها، ويأتي البث


(١) سورة البقرة، آية: ١٢٠.
(٢) سورة الممتحنة، آية: ١.
(٣) سورة آل عمران، آية: ١٢٠.
(٤) سورة الأنعام، آية: ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>