للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المباشر والقنوات الفضائية في طليعتها، وبالله كم هدمت هذه البرامجُ الإعلامية المخربة من أسرةٍ! وكم حطمت من كيان! وكم سلخت من خلقٍ ووارت عفةً وحياءً! ولست أدري كيف رضي البعض منا باحتضان العدوِّ داخل عقر بيته، بل وفي غرفة نومه، وقد كنا عبر القرون نجالدهم بالسيوف ونفدي إسلامنا وقيمنا بأرواح آبائنا وأبنائنا، ونستشرف الدماء تراق من أجل الحفاظ على عقيدتنا وأصالتنا.

فيا أيها المسلمُ والمسلمةُ! أيسركما أن يكون منزلكما مسرحًا يستقبل عبر الشاشة الكفر والإلحاد، وتشاهد من خلالها الأفلامُ الداعرة والقنوات المتحللة الساقطة، وتُعرض فيها كؤوسُ الخمر، وصورُ العاهرات الفاجرات من خلال المسلسلات وعرض الأزياء؟ أترضون بذلك لأنفسكما ومن تحت أيديكما من الذرية (١).

إنني أذكركم الله في الأمانة التي تحملتموها وأبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها، وأذكركم الله في المسئولية التي استرعاكم الله إياها وسوف يسألكم عنها، وليس سرًّا أن يُقال لكم إن هذه البرامج المنتجة مدعومة من الكفار لإفساد أخلاقكم وهدم عقيدتكم، ودونكم الدليل:

فقد عُقد مؤتمرٌ في دولة نصرانية ضم أكثر من مئةِ دولةٍ وحضره أكثر من ثمانية آلاف مُنصِّر، وكلّف أكثر من إحدى وعشرين مليون دولار؟ أتدرون لماذا؟ لدراسة كيفية الاستفادة من البث المباشر في تنصير العالم (٢).

وإذا كان هذا جهد النصارى فلا تسأل عن جهد اليهود هم أربابُ المالِ


(١) جريدة الجزيرة، عدد ٨٧٧٤ في ٢٤/ ٥/ ١٤١٧ هـ.
(٢) جريدة الجزيرة، عدد ٨٧٧٤ في ٢٤/ ٥/ ١٤١٧ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>