للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) الدين الحق (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (٣).

عبادَ الله: وفي سبيل استبانة سبيل المجرمين، ولبيان الحق في زمن صراع الحضارات، وغزو الأفكار، الذي بات ينتشر أكثر هذه الأيام .. ومن المتوقع أن يزيد انتشارُه مع بداية الألفية الثالثة، جرى في الجمعة الماضية حديثٌ عن الإسلام مقارنًا بالأديان الأخرى - لا سيما اليهودية والنصرانية - وعُلم حكمُ الشرع وفتوى العلماء في دعوى وحدة الأديان .. واليوم أستكمل الحديث عن القرآن مقارنًا بالكتب السماوية الأخرى، وعن محمد صلى الله عليه وسلم وحديث الأنبياء عنه،


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٧/ ٧/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة الحشر، الآية: ١٨.
(٣) سورة لقمان، الآية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>