الحمد لله رب العالمين يثيب العاملين المخلصين، ويجزي المتصدقين والمحسنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قسم المعيشة بين خلقه ليتخذ بعضهم بعضًا سخريًّا ورحمة ربِّك خير مما يجمعون.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله جاءت شريعته بالرأفة للمؤمنين، وأوصى بحسن المعاملة مع الخدم والمستأجرين، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اتقوا الله عباد الله في ذوات أنفسكم وفيمن ولاكم الله أمرهم، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
إخوة الإسلام! سبق حديث خاص ولفئة خاصة من العمالة الوافدة، أما حديث اليوم فيتناول قطاعًا كبيرًا من العمالة الوافدة، إلى هذه البلاد المباركة، ولا شك أن وجود الحرمين الشريفين، ومناسك الحج والعمرة، وما أنعم الله به على أهل هذه البلاد من رغد العيش، وتوفر فرص العمل، وظلال الأمن ونحو ذلك.
كل ذلك جعل هذه البلاد مأوى لأفئدة كثير من أبناء العالم الإسلامي، بل ولغيرهم.
ولئن أحوجتهم ظروف الحياة إلى المقام معنا فترة من الزمن فلا شك أن من هؤلاء أصحاب شهادات عالية وتخصصات نادرة، ونفوس كبيرة، وقدرات علمية
(١) ألقيت هذه الخطبة في يوم الجمعة الموافق ١٨/ ٥/ ١٤١٨ هـ.