للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبادرة (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..

إخوة الإسلام (المبادرة) لفظ جميل، ومعنى عظيم توحي بالجدية، وتشعر بالعزيمة، وتنبئ عن علو الهمة والمتأمل في كتاب الله وفي السنة النبوية يجد (المبادرة) أو ما يماثلها ويقاربها من الألفاظ (كالمسارعة والمسابقة) كثيرة، ولكن (المسارعة) في القرآن أكثر، و (المبادرة) في الحديث أكثر، أما (المسابقة) فقد وردت فيها على السواء (١).

وأهل اللغة يقولون: المسارعة إلى الشيء المبادرة إليه (٢).

وقد تجتمع لفظة (المسارعة) و (المسابقة) في آية واحدة ويوصف بذلك أصحاب الإيمان والخشية كما في قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: ٦١] فما الفرق هنا بين المسارعة والمسابقة؟

كما قال المفسرون: يسارعون أي يسابقون من سابقهم إليها، ومعنى: (سابقون) السبق إلى أوقاتها، وكل من تقدم في شيء فهو سابق إليه (٤).

أيها المسلمون المبادرة والمسارعة إلى الخيرات أمر دعى إليه القرآن، وحث عليه الإسلام قال تعالى: {فاستبقوا الخيرات} [البقرة: ١٤٨]، {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} [آل عمران] وفي ذلك حث واستعجال على جميع الطاعات (٥).


(١) ألقيت هذه الخطبة في ٢١/ ١/ ١٤٢٥ هـ.
(٢) نضرة النعيم (٨/ ٣٣٨٨).
(٣) (لسان العرب ٨/ ١٥١).
(٤) (تفسير القرطبي ١٢/ ١٣٣).
(٥) (القرطبي ٤/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>