للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عليه الصلاة والسلام: «بادروا بالأعمال» «والتؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة» صححه الحاكم ووافقه الذهبي) (١).

فكيف حالنا مع المبادرة؟ وكيف كان حال أسلافنا؟ لماذا يعترينا الضعف أحيانًا في المبادرة؟ وما هي الأمور المعينة على المبادرة؟

لقد شهد تاريخنا المجيد ألوانًا من المبادرات الخيرة ودلل أسلافنا على أنهم أهل مبادرات ومسارعة إلى الخيرات.

وهذا محمد صلى الله عليه وسلم صاحب المبادرات وإمام المسارعين للخيرات .. ومن يقرأ سيرته يقف على الكثير من المبادرات لم يتوقف عنها في العهد المكي مع شدة وطأة الكفار وألوان المطاردة والحصار .. وها هو يدعو الخلق إلى الإسلام وهو محصور في الشعب .. ويفتح الفرص لأصحابه للدعوة حتى ولو كان خارج إطار مكة .. والهجرتان إلى الحبشة نماذج عالية للمبادرة والدعوة أما ودعوته العرب صلى الله عليه وسلم في المواسم .. ثم ذهابه إلى الطائف لدعوة ثقيف فكل ذلك أدلة واضحة على قيمة المبادرة في السيرة.

ثم كانت الهجرة للمدينة وما استتبعها من جهاد ودعوة مرحلة متميزة في المبادرات النبوية.

أجل لقد بادر وحيد اليهود معاهدات شرقوا بها حتى نقضوها .. وبادر إلى بعث البعوث التعليمية والدعوية في المدينة وما جاورها، ومهما نزل بالمسلمين من مصائب وابتلاءات لهذه البعوث والمعارك فقد أدت هذه المبادرات دورها وسار صيت الإسلام في أرض العرب كلها .. بل تجاوزت مبادرات الرسول صلى الله عليه وسلم أرض العرب لتصل إلى أرض الروم وفارس يوم أن بعث صلى الله عليه وسلم الرسل وكتب


(١) نضرة النعيم (٨/ ٣٣٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>