الحمدُ لله جعلَ العزةَ للهِ ولرسولهِ وللمؤمنين، والذلةَ للكافرين والمنافقين، أحمدُه تعالى وأشكرُه وأثني عليه الخيرَ كلَّه، وأصلي وأسلم على خِيرةِ خلقهِ.
أيّها المسلمون:
٨ - وبين الحماسِ الشعبي والتراخي السياسيِّ يبرزُ مَعلَمٌ من معالمِ الموقفِ في قضيتِنا الكبرى، فالمتأملُ في الأحداثِ الجاريةِ مع اليهودِ في فلسطينَ يلحظُ حماسًا وعاطفةً إسلاميةً تَتّقِدُ في قلوبِ الشعوبِ العربيةِ والإسلامية، ليسَ فقط في حدود فلسطينَ، بل وخارجها، منددةً باليهود، ومن أطفالِ الحجارةِ إلى المنظماتِ الجهاديةِ، إلى المظاهراتِ الطلابيةِ، وفي أرضِ الكنانةِ (مصر) وغيرها نموذجٌ لهذا الحماسِ الإسلامي تُجاه المقدساتِ، وتُجاه الدماءِ الإسلامية، وفي مقابلِ ذلك هناكَ فتورٌ وتراخٍ في الموقفِ السياسي ممن يملكونَ القرارَ، ولا يزالونَ يحملونَ حقائبَهُم للمفاوضاتِ الخاسرةِ، وعلى الرغمِ من النكساتِ المريعةِ، والصَّلفِ اليهوديِّ المثيرِ، ولا تزالُ الشعوبُ العربيةُ والمسلمةُ تتطلعُ إلى قرارٍ جماعيٍّ وموقفٍ بطوليٍّ يضعُ حدًّا لعنفِ اليهودِ، ويُنهي مرحلةَ الذُّلِّ والاستسلام.
٩ - المَعْلَمُ التاسعُ: الإعلامُ والقضية .. ونلحظُ كذلك ضعفًا في إعلامنا العربيِّ والإسلامي لخدمةِ قضيةِ فلسطينَ الكبرى، وللإعلامِ دورُه في إذكاءِ حماسِ الشعوب، بل وفي الضغطِ لاتخاذِ مواقفَ جادةٍ مع بني صهيونَ .. وماذا يصنعُ الإعلامُ الغربيُّ واليهوديُّ لو أن طفلًا يهوديًّا قتلَه المسلمون .. فكيفَ بمجموعةٍ من الأطفالِ والرجالِ والنساءِ يُقتلون .. وكيف والعبثُ بالمقدساتِ والاستفزازِ في الزياراتِ دَيْدَنُ اليهود .. والمأساةُ هي التغفيلُ من قِبَل الإعلام -