للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدركونَ أن هؤلاءِ عدُوُّهم الحقيقي، وهؤلاءِ هم خطرُهم المستقبلي، يصرحونَ بذلك في كتبهم ولا يكتمونه، ويقول الرئيسُ الأمريكي (نيكسون) في كتابه «١٩٩٩ نصر بلا حرب» يقول: «إن صراعَ العربِ ضدَّ اليهود يتطورُ إلى نزاعٍ بين الأصوليينَ الإسلاميينَ من جانبٍ، وإسرائيلَ والدولِ العربيةِ المعتدلةِ من جانبٍ آخر» (١). ومن جانبٍ آخرَ يعلنونَ بكلّ صراحةٍ ويقولونَ في ملتقياتِهم العامة: على روسيا وأمريكا أن تعقدَ تعاونًا لضربِ الأصوليةِ الإسلاميةِ، ويقولونَ كذلك: «علينا نحنُ الأمريكان والسوفييت تناسيِ خلافاتِنا والتحالفُ معًا لضربِ الإسلام». فهل يا تُرى يستفيقُ المغفلونَ الذين يرددونَ ما تردِّدُه الدوائرُ اليهوديةُ والنصرانيةُ في الغربِ والشرقِ عن إخوانهم المسلمين، وهل ندعمُ الجهادَ الحقَّ - وهو ذروةُ سنامِ الإسلام - ليكونَ الفيصلَ بيننا وبين أعدائنا، وهو أقصرُ الطرقِ وأنفعُها لاستردادِ حقوقِنَا وتحريرِ مقدساتِنا .. وفي خبرِ الذي لا ينطقُ عن الهوى: «وما تركَ قومٌ الجهادَ في سبيلِ الله إلّا ذلّوا».

لا بُدّ من تحقيقِ الولاءِ للمؤمنينَ والبراءةِ منَ المشركينَ وفي كتابنا العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥١) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} (٢).

يا للخيبةِ والعارِ حينَ يُسارعُ الممثلونَ للفلسطينيينَ لاستجداءِ الآخرينَ في صفقاتِ السلامِ الهزيل، وهم المُعتدى عليهم، في الوقتِ الذي يرفضُ فيه زعماءُ إسرائيلَ حضورَ هذه الملتقياتِ، وهم المجرمونَ المعتدونَ؟ !


(١) ص ٢٨٤.
(٢) سورة المائدة، الآيتين: ٥٠، ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>