للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومِدَادُه لم تجفَّ بعدُ فتتحدَّثُ الدبابةُ المجنزرةُ باسمِ السلامِ الذي تريده (يهودُ) وينطقُ الرشاشُ، وتحوم الطائراتُ المروحيةُ، وتُرمى القنابلُ المطاطيةُ وغيرُها، بشكل عشوائيٍّ لتصيبَ الأطفالَ والنساءَ والشيوخَ .. وتكونُ هذه وتلك لغةَ السلامِ المعبرةِ في ذهنِ إخوانِ القردةِ والخنازيرِ، وَمَن صنعَ مسرحيةَ السلامِ.

عبادَ الله: إذًا موقفُ إسرائيلَ من السلامِ ليس على ظاهرِه، بل دافعُها للسلام إظهارُ نفسِها - للعالم - بصورةِ الإيجابيةِ المحبةِ للسلام، وذلك لتستقطبَ الاستثماراتِ وتفتحَ الأسواقَ الخارجيةَ، وذلك لتعزيز اقتصادِها، أو هي باختصار كما يقول أحدُ اليهودِ (نعوم تشومسكي) (يهودي مشهور) وهو شاهدٌ من أهلِها: «ليست سوى حملةِ علاقاتٍ عامةٍ لترويجِ إسرائيل» (١).

٦ - بين أطفالِ الحجارةِ وترسانةِ الأسلحةِ النووية:

وهنا وقفةُ إشادةٍ وتقديرٍ لأطفالِ الحجارةِ الفلسطينيينَ الذين أرعبوا اليهودَ، لكنّ السؤالَ المهمَّ: هل بلغت أمةُ المليارِ مسلم حدًّا من الضعفِ حتى أنابت عنها في قتالِ الأعداءِ أطفالًا لا يملكونَ إلا الحجارةَ، يقاتلون بها يهودَ، ويُرهبونَ بها مَن وراءَ اليهودِ؟

وفي المقابلِ فإن أمةً مدجَّجةً بالقوة وتُعدُّ ترسانةً للسلاحِ النووي، وغيره يُرهبُها أطفالٌ عُزَّلٌ من السلاحِ ليست خليقةً بالبقاءِ، ولا قادرةً على الصمودِ والتحدي حين يتوفرُ المجاهدونَ الصادقونَ، عجّلَ اللهُ وجودَهم.

٧ - الغربُ ومنظماتُ الجهادِ والأصوليةِ - ومن هنا يُعلمُ سِرُّ تخوُّفِ الغربِ واليهودِ من تنظيماتِ الجهادِ وصيحاتِ المجاهدينَ، وما يسمونهم بالأصوليةِ، ومحاولاتهم تشويهَ صورتِهم ووصفَ المجاهدينَ بالإرهابيين، ذلك لأنهم


(١) عبد الوهاب الفايز، مقال في جريدة الرياض ٧/ ٧/ ١٤٢١ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>