الحمد لله ربِّ العالمين قدَّر الأرزاقَ والآجال، وكتب على ابن آدم من الفقر والغنى والسعادة والشقاء، وكلٌّ ميسرٌ لما خلق له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلُّ شيء في هذا الكون بأمره وتقديره، وما يعزب عنه مثقال ذرةٍ في الأرضِ ولا في السماء، يُديل على المسلمين تارة ويدليهم على غيرهم أخرى، وربك يخلق ما يشاء ويختار، ويحكم ولا معقب لحكمه، وهو الكبيرُ المتعال.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أبان للأمةِ طريقَ الرشدِ والهدى، وحذرهم من أسبابِ الغواية والعمى، وترك أمتَه على المحجةِ البيضاء .. اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء.
أيها المسلمون! حين نستحضر في مخيلتنا خريطةَ العالم الإسلامي يروعك الأمر، وتبصر عجبًا، فعدوٌّ غاشم يحتل رقعة مهمة من بلاد المسلمين، ويسئ إلى مقدساتهم وشعوبهم، وينظر إلى خصومه نظرة الغالب للمغلوب، ويتعامل مع قضيتهم تعامل الساخرِ المستكبر.
وترى حربًا عقائديةً مسيسةً كلما انطفأت في بقعة من بلاد المسلمين اشتعلت في بقعة أخرى، والهدف منها طمسُ الهوية .. وإبادة الشعوب المسلمة وهي محاولاتٌ عابثة لتحجيم هذا الانبثاق الجديد للإسلام والمسلمين، في معقل الشيوعية والنصرانية، ويأبى الله إلا أن يتم نوره .. ومن البوسنا والهرسك إلى سربنا إلى كوسوفو حاليًا حيث الصرب النصارى والحرب الصليبية الجديدة ضد الشعوب المسلمة.