أيُّها المسلمون: لقد أصبحَ الإسلامُ وعالَمُه -بعد أحداثِ الحادي عشرَ من سبتمبر- مستهدَفًا من قِبَل الإدارةِ الأمريكيةِ والقُوى الصُّهيونية، وأصبح زعماؤُها يروِّجون لأنواعِ من الاستعمارِ الجديد والهيمنةِ على عددٍ من البُلدانِ الإسلامية، وها هيِ إسرائيلُ اليومَ تحاصرُ الفلسطينيين، بل تحاول أن تجتثَّهم من الوجود، تَهدِمُ بنيانَهم، وتقتلُ أبناءَهم، وتشرِّدُ أطفالَهم ونساءَهم وتستعمرُ أراضيَهم .. بل وفوقَ ذلك فهي تحلُمُ بإسرائيلَ الكبرى -من النيلِ إلى الفُرات- وإن تراجعَتْ هذه الأحلامُ في هذه الأيامِ على أيدي المجاهدين الفلسطينيين حيث باتَ اليهودُ لا يَأمَنون -وهم في داخلِ الأراضي المحتلَّة- على أنفسِهم، وأصبحوا يعيشونَ حالةً من الفزعِ والارتباكِ والوقوعِ في براثن الموت المُتَرصِّد لهم في كل مكان -في وسائلِ النقلِ العام، وفي الحدائقِ العامة، والمجمَّعات التجارية، بل وهم يأكلون أو يَلهُون في حال نومِهم أو يقظتِهم، وفي حال عملِهم أو عُطلتِهم.
وذلك مردودٌ إيجابيٌّ لحركةِ الجهادِ والعملياتِ البطوليةِ التي ينفِّذُها أبطالُ المقاومة.
أيها المؤمنون: إذا كان ما يصنعُه اليهود جِهارًا نهارًا في الأراضي المحتلّةِ في مقدَّساتِ المسلمين .. فطرَفُ الأفعى الأخرى يمثِّلُها النصارى الذين باتوا يتسلَّلون جِهارًا كذلك لبلادِ المسلمين.
وإن ما يجري في أفغانستانَ وفلسطينَ، واستهدافَ العراقِ والسودانَ، والإشارةَ إلى تقسيمِ بعضِ البلدان المجاورةِ وتهديدِها، ما هو إلا بعضُ ما ظهرَ من خفايا الإستراتيجيةِ الأمريكيةِ ونواياها تجاهَ البلدان الإسلامية، وما الهجومُ العنيفُ الذي يَشُنُّه الإعلامُ الأمريكيُّ -هذه الأيامَ- ومِن ورائِه القوى الصهيونيةُ