والنصرانيةُ واليمينية المتطرِّفةُ ضدَّ الإسلامِ ورسولِه صلى الله عليه وسلم وشعوبِ العالم الإسلاميِّ ودولِه -وفي مقدمتِهم المملكةُ العربيةُ السعودية- إلا فصلٌ من فصولِ تلك الهجمة الشرِسَة.
وإن إصرارَ الإدارةِ الأمريكيةِ على استخدام القوة والتعدِّي على دولِ المنطقةِ يعيد إلى الأذهانِ الحَمَلاتِ الصليبيةَ وحِقْبةَ الاستعمار.
أيها المسلمون: وإزاءَ ما يجري هذه الأيامَ وما يُخطَّط له في المستقبلِ لا بدَّ من التذكيرِ بالأمور التالية:
٢ - ولا بدَّ من إدراكِ الدوافع وراءَ هذه الحَمَلات العسكرية والإعلامية، والعالمِون يقولون: إن من دوافعِ الإدارةِ الأمريكية لضربِ العراق والعَبَثِ بأمنِ المنطقة العربية، تدميرَ هُويةِ الأمة المسلمة ونشرَ الثقافةِ الغربية في المنطقة، والسيطرةَ على ثرواتِها من بترولٍ وغيرِه، والتغطيةَ على فشلِها في تحقيق أهدافِها التي أعلنَتْها في أفغانستان، وإشغالَ المنطقةِ بالمزيدِ من التوتُّرِ والقلاقل، والحيلولةَ دونَ التنمية، وحمايةَ أمنِ إسرائيل وضمانَ تفوُّقِها في المنطقة، والقضاءَ على الانتفاضةِ المبارَكة التي أقلقت أمنَ إسرائيل وضربتْ اقتصادَها في الصميم.
أيها المسلمون: ومن المفارَقاتِ العجيبةِ أن العدوَّ الغاشمَ لا يقيم وزنًا للجثث الهامدةِ من أبناءِ المسلمين، ولا يتورَّعُ عن ضربِ الأطفال الرضَّع والشيوخِ الركَّع السجَّد، والنساءِ الضعيفاتِ العُزَّل، في وقتٍ تقوم شعوبُهَ على تدليلِ الحيوانات والعنايةِ بها إلى حدِّ تقول معه التقاريرُ: يعيش أكثرُ من ٦٠