للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مليون كلبٍ وقطة مدلَّلةٍ في بيوتِ الأمريكان، وهذا العددُ يقارب عددَ سكان الخليج بثلاثِ مرات.

وتقول لغةُ الأرقامِ كذلك: إن المبالغَ المصروفةَ على الكلاب بلغت في بعضِ دول أوروبا إلى ٣.٤٥ بلايين جُنيهٍ إسترليني، منها بليونا جنيهٍ ثمنُ طعامها فقط، وباقي المصروفاتِ توزَّعت على أجورِ الأطباء والترفيهِ والتأمينِ ضدَّ الأمراض الذي وصل وحدَه إلى ١٤٨ مليون جنيه إسترليني (١).

قارنوا بينَ ما تَحظَى به الكلابُ من نعيمٍ في بلادِ الغرب، وما تلقاه الشعوبُ المسلمةُ من نَكَالٍ وجحيمٍ على أيدي الغربِ أنفسِهم. تلك حضارتُهم وتلك نظرتُهم لشعوبنا وترفيهُهم لكلابهم؟

٣ - ولا بدَّ للعالَم الإسلاميِّ بشعوِبه وحكوماته -وبإزاءِ هذه الهجمةِ الشَّرِسة- من استشعارِ الخطر والتفكير الجادِّ في الحلول الصادقةِ بَدْءًا من استصلاحِ النفوس وصِدْقِ التوجُّه إلى الله على مستوى الأفرادِ ومرورًا بإعدادِ العُدَّة التي أمر اللهُ المؤمنين بها في قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} (٢) على مستوى الدول، ولا بدَّ على مستوى الأُمة من توحيدِ الكلمة وجمعِ الصفوف ونَبْذِ الفُرقةِ والخلافِ والتشرذُم، فتلك أدواءٌ يطربُ لها العدوُّ ويتسلَّل إلى المسلمينَ على جسورِها.

٤ - ولا بدَّ أن تدركَ الأمةُ المسلمةُ أن الجهادَ في سبيل الله قَدَرُها وسبيلُ عزَّتها وكرامتِها، وهو السبيلُ لمقاومةِ الغزو التتريِّ المعاصرِ كما كان من قبلُ سبيلَها لمقاومةِ الغزو التتريِّ في الماضي، لا بدَّ أن تَعِيَ الأمةُ المسلمةُ وصيةَ


(١) زمن الكلاب: فهد عامر الأحمدي، جريدة الرياض، الخميس ٨/ ١٠/ ١٤٢٣ هـ.
(٢) سورة الأنفال، الآية: ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>