للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آية محكمة ودلالتها (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن إلا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر أنبياء الله ورسله، وارض اللهم عن أصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢).

عباد الله، تنطوي هذه الحياة الدنيا على مسرات وأحزان وشدة ورخاء، وليست المسرات والرخاء ملائم خيرٍ دائمًا، وليست الأحزان والشدائد دليل شرٍ أو سخط على العبد، كلا وفي الناس من يتقلب في النعيم ويعيش معظم حياته في لهو ولعب، قد ترك لنفسه العنان لتقوده من شهوة إلى أخرى ومن الناس أيضًا من يكابد المرض، أو تتوالى عليه النوازل والمحن وإنك لتعجب أن ترى الصنف الآخر المُبتلى أكثر أنسًا وسعادة من الصنف الأول. فكيف يقع ذلك؟ وللإجابة باختصار أقول: إن الإيمان إذا وقر في القلب لم يعد للمرء من منغص في هذا الحياة، وصاحبُه يرى مسكنه في الدنيا أعلى المنازل وإن كان مسكنه كوخًا مجمعًا .. أو بناءً صغيرًا متواضعًا تمرُ بصاحب الإيمان الشدة أو الحاجة


(١) ألقيت حاذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٥/ ٤/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة آل عمران، آية: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>