للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله ربِّ العالمين، أكمل الدين وأتمَّ النعمة على المسلمين، وأشهد أن لا إله إلا الله أمرنا بالعبادة الخالصة له: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (١).

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، حثَّ أمته على سنن الهدى، ونهاهم عن البدع المحدثات في الدين، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

إخوة الإسلام: وإذا كانت الصلاة الألفية من بدع شعبان -سواء صلى المصلي مئة ركعة وقرأ فيها بكل ركعة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} عشر مرات، أو صلاها عشر ركعات وقرأ في كل ركعة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} مئة مرة.

فمن الأمور المنكرة البدعية أن يعتقد معتقدٌ أن ليلة النصف من شعبان أفضلُ من ليلة القدر، وربما زعم بعضهم أن قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} (٢) المقصودُ بها ليلة النصف من شعبان.

قال ابن العربي: من قال بأنها ليلة النصف من شعبان فقد أعظم الفرية على الله.

ومن البدع أيضًا الاجتماعُ بعد المغرب والعشاء من هذه الليلة لقراءة سورة ياسين ثلاث مرات بصوت جماعي، وقراءة دعاءٍ بعدها، وهذا كلُّه لا نصَّ فيه (٣).

أيها المسلمون عظموا شرع الله، وإياكم والبدع والمحدثات ما ظهر منها وما بطن، في كلِّ زمان أو مكان، وتأملوا الحديث في ((صحيح مسلم)) عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرَّت عيناه، وعلا صوتُه، واشتد غضبه، حتى كأنه


(١) سورة الزمر، الآية: ٣.
(٢) سورة الدخان، الآية: ٣.
(٣) ابن درع: أحكام رجب وشعبان ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>