ومن المخارج تطوير العمل الخيري، والتفكر بوجود مؤسسات وقفية داعمة له، وتطوير مخرجاته من كونه أو بعضه مجرد عطاء استهلاكي، إلى كونه عطاء إنتاجيًا، يعلم الفقير كيف يستثمر وقته، وينفع نفسه وأمته.
ولا بد مع هذا من تنسيق وتشاور وتكامل بين المؤسسات في تطوير الأداء، ووضع استراتيجيات بعيدة المدى لمواجهة الهجمات التي تشن على الإسلام ومؤسساته.
ولا بد كذلك من ترويج العمل التطوعي الشعبي، وذلك من خلال تشجيع إنشاء جمعيات تطوعية متخصصة في جميع أوجه العمل الخيري، وإذا ركز أعداؤنا على (عولمة فكرهم)، فنحن أولى (بالعالمية) منهم.
ولا بد من التفكير والعمل على وجود مشاريع استثمارية في البلاد الفقيرة، يكون ريعها للدعوة والإغاثة في هذه البلاد، ويقطع الطريق على محاصرة الحوالات للخارج.
وأخيرًا يحتاج القطاع الخيري إلى وسائل إعلام تعمم فكرته وتدافع عنه، وتكشف الأنشطة المعادية له.
[الخطبة الثانية]
الحمد لله وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.
إخوة الإسلام ومرة أخرى وثالثة: محاصرة القطاع الخيري لماذا؟ ولمصلحة من؟
إنه استخفاف بشرائع السماء، واعتداء على قيم أهل الأرض، إلا من نكثت فطرته، وخبثت طويته، ومرغ في الوحل قيمه ومبادئه، هي اعتداء صارخ على دعوة القرآن للبر والإحسان، بل تسفيه لدعوات الأنبياء - عليهم السلام - الناهية عن الظلم والعدوان ..