أيها المسلمون .. أهداف كثيرة ودوافع متعددة يمكن أن تحصى وتعلم من مخططات القوم وتصريحاتهم، ولكنها في النهاية تصب في محاربة الإسلام الحق، ومحاصرة المسلمين؛ ولذا ينبغي أن تعلم أن الإرهاب في نظر الغرب يعني (عداوة أمريكا، والتعرض لشيء من أهدافها)، وأن (الإرهابيين) في نظر الغرب (هم الرافضون لسياسات أمريكا الكارهون لمبادئها).
وإذا عرفنا هذا وأدركناه، استطعنا أن نفهم السر في محاصرة الدعوة الإسلامية والقطاع الخيري .. فهي وسيلة لتجفيف المنابع في ظنهم، وهي أسلوب من أساليب الحصار الاقتصادي، سبقهم إليه كفار قريش في حصار المسلمين ودعوتهم بمكة في شعب أبي طالب، وكما خرج المسلمون حينها منتصرين، فعلى أتباعهم من مسلمي اليوم أن يخرجوا من هذا الحصار سالمين منتصرين، وهذا يستدعي إيمانًا وصبرًا، وتفكيرًا وتخطيطًا حاضرًا ومستقبلاً .. فمكر أولئك يبور، وكيد الشيطان ضعيف، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، والعاقبة للتقوى وللمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
إن (تقوى الله) من أعظم المخارج لهذه الأزمة، كيف لا والله يحكم ولا معقب لحكمه، ويقول:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}[الطلاق: ٢]. والتقوى فرقان بين الحق والباطل:{يِاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إَن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}[الأنفال: ٢٩].
ومن مخارج الأزمة التخطيط والعمل الدءوب، والتفكير المستمر في الآليات والأساليب، وفقه الواقع، ومعرفة المداخل والمخارج، وعدم إتاحة الفرصة للمتربصين لاختراق هذه الجمعيات والمؤسسات الإسلامية، أو الفصل بينها وبين حكومات بلادها، ومن ثم محاربتها من الداخل، فالأعداء قديمًا وحديثًا بارعون في سياسة (فرق تسد).