للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زلزلة الساعة (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} (٢).

{يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} (٣).

عباد الله ما أعظم الهول .. وما أشدَّ الفزعَ لأحداثِ الساعة، والنداءُ هنا شاملٌ للناس جميعًا يُخوفون بحادثٍ سيقع .. ولا نجاةَ من الفزعِ إلا بالتقوى .. إنه الأمرُ العظيم، والخطبُ الجلل والطارقُ المفظع، والكائن العجيب؛ والشيء العظيم:


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٢/ ١/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة لقمان، آية: ٣٣.
(٣) سورة الحج، الآيتان: ١، ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>