الحمد لله رب العالمين مستحق الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله ذي المجد والثناء، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأنار الطريق للأمة وتركها على المحجة البيضاء فلا يزيغ عنها إلا هالك، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون والمسلمات، ويبقى سبب مهم من الأسباب الداعية لفاحشة الزنا ألا وهو سماع الغناء والخنا، والعكوف على مشاهدة المسلسلات الهابطة والنظر إلى الأفلام الخليعة تلك التي تبثها وسائل الإعلام بمختلف قنواتها، إن هذه المشاهد المؤذية تروض البنين والبنات على الفحش، وتذهب عنهم ماء الحياء وإذا نزع الحياء من أمة فقد تودع منها، وأنى لكلمات الآباء وتوجيهات الأمهات أن تصل إلى الأولاد وهم يستقبلون كل يوم عشرات المشاهد والكلمات التي تنسخ بالليل ما سمعوه منهم بالنهار، ويظل الشيطان بالإنسان يغريه ويغويه حتى ينتقل من مرحلة إلى أخرى وكأنما خلق للهو والعبث فلا يكفيه أن يشاهد من الداخل بل يطمع بمشاهدة كل جديد ولو كان فيه حتفه وينصب بعضهم أعمدة البث المباشر خفية أول الأمر حتى إذا أمن عقوبة الناس أو تخفف بعض الشيء من نقدهم أعلنها وأعلاها وكأن نقد الناس هو العائق عن المجاهرة ...
أما ما تحويه هذه (الدشوش) من بلاء وفتنة، وما تحمله من سموم مبطنة فتلك آخر ما يفكر فيها، وأما ما تحمله هذه المادة المبثوثة من غزو للأفكار مقصودة، ومن تدمير للأخلاق مبرمجة ومدروسة، فذلك ما تغيب عن باله في سبيل